عراقيون يبكون في مكة المكرمة

عراقيون يبكون في مكة المكرمة مكتبات بغداد المنهوبة

فالح الذبياني (مكة المكرمة)تصوير: حسن القربي
يمضي الحاج محمد تقي الدين ناصر عراقي الجنسية أكثر من عشر ساعات من يومه غارقاً بين أمهات الكتب ونوادر المخطوطات التي حوتها أرفف مكتبة الحرم المكي الشريف ليس بغرض القراءة والاطلاع فقط وإنما أيضا لتدقيق وتوثيق كثير من الكتب التاريخية التي تهتم بالشأن العراقي والتي يقول أنها تعرضت للتحريف والسرقة خلال الفترة الماضية التي شهد فيها العراق كثيرا من العنف والدمار طال حتى الكتب ونوادر المخطوطات.
كغيره من أبناء الرافدين الذين يتوافدون على هذه المكتبة الضخمة لا يحرص تقي الدين على نقل وتصوير بعض ما تضمنته هذه الكتب وإنما يحرص على مطابقة ما ورد فيها مع كثير من الكتب الجديدة التي طرحت في الاسواق العراقية والتي يقول ان بعضها تعرض للتحريف وتضمن معلومات مغلوطة لا أساس لها من الصحة وأضاف ما يدعو للحزن والألم ان كثيرا من الكتب والمخطوطات التي كانت تزخر بها مكتبات بغداد قد نهبت وحرقت وفقدت واصبحت أثراً بعد عين.
مكتبة الحرم المكي الشريف لم تغلق أبوابها خلال موسم حج هذا العام وانما جندت اكثر من 20 موظفا للعمل على مدار الساعة لخدمة الباحثين والمهتمين من الحجاج الذين أتوا لأداء فريضة الحج يقول الدكتور محمد باجودة مدير المكتبة موسم الحج لا يقتصر على أداء الفريضة بل يحرص الحجاج على استثمار الاوقات في القراءة والمطالعة وتحقيق بعض الكتب التي معهم وجمع مادة علمية للدراسات التي ينوون تحضيرها سواء في الدكتوراه أو الماجستير ويضيف الحجاج العراقيون كانوا أكثر مرتادي هذه المكتبة والملاحظ عليهم حرصهم على تدقيق بعض الكتب وتحقيق البعض الآخر نتيجة ما تعرضت له المكتبات العراقية من نهب وسرقات، واضاف هناك حجاج من تركيا وايران والدول العربية ومن مختلف دول العالم يزورون هذه المكتبة ويطلعون على ما تحظى به من نفائس في شتى العلوم.
الحاج حسين روحاني من ايران وهو كفيف البصر قال انه زار هذه المكتبة ووجد فيها خيرا كثيرا من العلوم المتنوعة والمتعددة والكتب القيمة واضاف اتيت ابحث عن مصحف شريف أو كتب يمكن استخدامها للمكفوفين، اما الباحث احمد أوزورنلي من تركيا فيقول انه أتى الى المكتبة لجمع معلومات تخص رسالة دكتوراه يعمل على تحضيرها وانه وجد في هذه المكتبة مبتغاه من الكتب التي ستجعل من رسالة الدكتوراه التي يعمل على تحضيرها متميزة، ويقول عوض صالح من السودان انه يحضر لرسالة دكتوراه عن الحج وأتى الى المملكة بغرض اداء الفريضة وجمع مادة علمية لرسالته حيث وجد مختلف انواع الكتب التي تتحدث عن مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وعن الحج وطريقة اداء النسك، واضاف لم اخلط بين الحج والقراءة تفرغت للحج وعندما انتهيت تفرغت للقراءة. الجدير ذكره ان مكتبة الحرم المكي الشريف تضم أكثر من 100 ألف عنوان واكثر من 1200 مخطوطة وتحتوي على عدد من الدوريات ومكتبة صوتية وجناح للميكروفيلم وجناح للحرمين الشريفين وقسم للنساء واقسام للفهرسة والتصنيف والتزويد والاهداء والتبادل والتصوير الميكروفيلمي والتجلية والتعقيم والترميم ومكتبة الكترونية وتشهد اقبال المئات من الحجاج يوميا، وعن أهم النوادر التي تقتنيها المكتبة قال منها الغيلانيات لمحمد بن غيلان البزار وهو أقدم مخطوط في المكتبة ويعود تاريخ نسخه الى اوائل القرن الخامس الهجري وهو أحد عشر جزءا وكذلك مسند الموطأ وكذلك كتاب الأنيس المفيد للطالب المستفيد طبع عام 1296هـ.

شكر الله لك على هذا الموضوع الجميل والمحزن في نفس الوقت ورزقنا الله زيارة المشاعر المقدسة وزيارة هذة المكتبة التي شوقتنا لرؤيتها