المرأة العراقية والانترنيت..رغبة في التعلم وغياب للمراكز الم

الانترنت في العراق دخل كل مكان واصبح احدى اهم وسائل التواصل ودخل في معظم الاعمال رغم حداثة وجوده.. وللنساء نصيب من هذا الغريب الذي اصبح احد اهل الدار..
مروة طالبة جامعية في المرحلة الثالثة (كلية الهندسة - جامعة بابل).. تقول: الانترنت وسيلة رائعة للتواصل وللحصول على المعلومات.. وعندما كان لدينا خط منزلي كنت اتصفح الانترنت من (4-6) ساعات يوميا.. ولكن الان فاني اتصفح الانترنت داخل الجامعة في احد المراكز المخصصة للطلاب ولذا لا استطيع التأخر اكثر من ساعة بسبب المحاضرات اليومية.. وتابعت ردا على سؤال عن اكثر ما تزوره من مواقع: الحقيقة اكثر ما ادخله هو (الياهو مسنجر) لاتحدث مع اقاربي واهلي المتواجدين في المحافظات وخارج القطر بالاضافة الى المواقع النسائية والثقافية والاسلامية. وبخصوص المواقع الاخبارية او الثقافية مثلا قالت لمى غالب (بكالوريوس علوم حاسبات - متزوجة) ان الاخبار صارت موجودة في متناول يد الجميع بسبب (الساتيلايت) ولذا فاني ادخل الانترنت من اجل المواقع المهتمة بالمراة حصرا والتي تتحدث عن حقوقها ودورها في المجتمع العراقي الجديد اضافة الى المواقع المهتمة بالجمال والاناقة وتربية الطفل..
بعض النساء من متصفحات الانترنت قلن لنا بانهن لهن اهتمام شديد للانترنت ويرغبن بالتعلم اكثر والاطلاع على اخر المستجدات في عالم المراة والعالم بصورة عامة ولكنهن مقيدات بقلة المراكز التي تخصص اماكن خاصة للنساء حيث قالت (ام مازن - موظفة).. الانترنت رائع جدا ولكن كيف استطيع التصفح في مراكز الانترنت التي يتواجد فيها الرجال والنساء معا اما في البيت فان تكلفته كبيرة (40$ شهريا عدا سعر المنظومة اللاسلكية التي تكلف تقريبا 130$)..
ويبقى حلما ان نستطيع اختلاس دقائق اثناء فترة عملنا للدخول على موقع ما.. اما نغم (طالبة طب مرحلة ثالثة).. فقد قالت ان الانترنت مهم جدا لدراستي ولكنني لا استطيع التصفح في المراكز الموجودة في المدينة حيث انني لا اتمكن من اخذ وقتي دون مضايقات واضطررت من اجل ذلك الى الطلب من اهلي توفير خط انترنت منزلي رغم ارتفاع تكلفته.. وكحل لهذه المشكلة (مشكلة التواجد المختلط في مراكز الانترنت) قامت بعض المراكز بتخصيص محلات كاملة للنساء ومن هذه المراكز مركز حواء في بغداد والذي تقول مؤسسته علياء الكيلاني: هذا المركز فكرة تراودنا منذ زمن في المنظمة وقد استطعنا تحقيقها الان كي تستطيع المراة الحصول على ثقافة الانترنت وترتاد المركز ما بين 20-30 امرأة يوميا والعدد في ازدياد اضافة الى دورات
الانترنت التي يقيمها المركز للنساء باستمرار لكل الاعمار.. واما رائدات المركز فأن معظمهن يتصفحن مواقع التي تهتم بشؤون المراة كالموضة والازياء بالاضافة الى المواقع الدينية. وتحدثت احدى العاملات في المركز بخصوص اكثر المواقع تصفحا من قبل النساء:" اهم المواقع كما نلاحظ هي مواقع الجمال والموضة و المواقع الدينية والاخبارية وكذلك مواقع الدردشة عن طريق الماسنجر حيث تلجا اكثرية النساء للتحدث مع اهلهم واقاربهم المتواجدين في الخارج والمحافظات والتي تمتاز برخص ثمنها قياسا لاسعار الاتصالات العادية.
الانترنت اصبح وسيلة التواصل للجميع تقريبا ولا يفرق في ذلك بين رجل وامرأة ولكن في العراق للنساء همومهن في هذا المجال ايضا.. قد يكون الانترنت احد اسهل هموم هذه المراة ولكنها تريد الاطلاع على ثقافة الانترنت والاستفادة من هذا الاختراع شأنها في ذلك شأن الرجل رغم كل ما تمر به من هموم وجراح متحدية بذلك الظروف الصعبة التي يمر بها العراق اليوم .