فضل السفارة والسفير:
بقلم / محمَد علي دقة
تتطلب السفارة دراية وحنكة وحكمة، لعلو المطلب وخطورة النتائج، ولقد عرفت العرب فضلها وعلو مقامها لما تحقق من الغايات التي تعجز عن تحقيقها أزجة الرماح , وتصلح في كثير من الأحايين ما أفسدته الحروب والغارات، يقول جرير:
ستعلم ما يغني حكيم ومنقع .... إذا الحرب لم يرجع سفيرها
وقد وجب على السفير أن يكون حليماً حكيماً، منكراً داهياً، خراجاً ولاّجاً، صحيح الفطرة، بصيراً بمخارج الكلام وأجوبته، يقول عمر بن أبي ربيعة: فبعثنا طبَّة محتالة.... ................ تمزج الجد مراراً باللعب
ترفع الصوت إذا لانت لها...... وتراخى عند سورات الغضب
تلك سفيرة هوى، فما حال سفير قوم، يرعى مصالح قومه، أو يدفع شر خصمه، أو يقف بين يدي ملك جبار، تتنازعه الرغبة والرهبة، فيوطد لقومه في حيطة وحذر, إنه لا بد أن يجمع الفطانة والفصاحة، فيتخير الكلام، ويستعذب الألفاظ ، حتى يطفئ جمرة الغيظ، ويسل دفائن الحقد.
ولقد كان سفير العرب هو المقدم في عشيرته، وعميدها الذي من قوته تنزع، أو حكيمها الذي عن رأيه تصدر، أو شاعرها الذي عن لسانها يعرب ، ولبعد همة السفراء وعلو قدرهم فخرت العرب بهم، يقول المثقب العبدي:أبي أصلح الحيين بكراً وتغلباً .... وقد أرعشت بكر وخفت حلومها
وقام بصلح بين عوف وعامر....... وخطة فصل ما يعاب زعيمها
اللهم هيئ للامة الاسلامية سفراء صالحين لعرض الاخلاق الاسلامية في جميع العالم ياالله
منقول بتصرف