تعدد الزوجات.. متى نفقه الرؤية الشرعية؟!!
منقول على شكل حلقات
ويرى المهندس علي إسماعيل- مؤسس جمعية إحياء سنة الزوجات- أن طلب إحدى الزوجتين طلاق الأخرى دليلٌ قاطعٌ على ضعف الثقافةِ الإسلامية والوعي الإسلامي والضمير الإسلامي لدى الزوجة، فاشتراطها الطلاق على زوجها، ظلمٌ وافتئاتٌ على شرعِ الله عزَّ وجل، فهو الذي شرع التعدد للمسلمين وجعله رخصةً لحل مشاكل المجتمع التي تؤكد عظم الإسلام في حل هذه المشكلات لأن المرأةَ ليس لها إلا أن تعيش حياةً طبيعيةً (مع زوجٍ في بيت)؛ لأن المجتمعَ المسلمَ مجتمع طهر ونظافة وتكافل وتآزر وتعاطف وتراحم فلا بد أن يشعر المسلمون بمشاكل بعضهم البعض، كما قال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
فمن غير المعقول أن نرى ظاهرة العنوسة، ونسبة الأرامل والمطلقات، ونكتفي بدور المتفرج، ونتساءل مَن يستطيع أن يحل هذه المشكلة من أجل عواطف لا محل لها؟.. ولو كانت هذه الزوجة هي الطرف الثاني ما فعلت فعلها.
فكلنا نتكلم عن الإسلام وعند التطبيق لا نجد إلا القليل، فالمطلقة أو الأرملة أو العانس أختي وأختك وإذا رجعنا إلى زمان الصحابة أنهم كانوا إذا تُوفي زوج امرأة لا بد أن يضمها أحد المسلمين إلى زوجاته؛ لأن لها حقًّا على المجتمع في أن تعيش حياةً آمنةً مستقرةً وأن تكون لها أسرة، فالسيدة أسماء بنت عميس- رضي الله عنها- تزوجها ثلاثة من الصحابة هم سيدنا جعفر ثم أبو بكر ثم علي وأنجبت منهم جميعًا.
يضيف علي إسماعيل أنه قد يحدث بعض الضرر للزوجة الأولى، وهذا طبيعي لأنها قضت حياتها وهي زوجته التي كانت معه وتحملت، لكن الزوجة الثانية في ضررٍ دائم، فحتى لو حدث ضررٌ للزوجة الأولى فالزواج الثاني يشرخ خاطرًا مجبورًا، ولكن يجبر خاطرًا مكسورًا وهناك فرقٌ كبير، ومن قال إنَّ الزوجةَ الثانيةَ لا تُعاني والزوج نفسه يعاني لأنها مسئولية جديدة لكنه عمل يؤجر عليه الكل.
ويذِّكر علي إسماعيل الملتزمات خاصةً بأنَّ الالتزامَ ليس كلمة تُقال بل كلمة تُطبَّق، فالدين المعاملة، فالمجتمع المسلم في النهاية مجتمع الرجال والنساء ولتضع نفسها محل الطرف الآخر، ولتعمل بقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، فيجب أن تضع المرأة المعترضة نفسها مكان المطلقة أو الأرملة أو العانس، ويجب أن تعرف أنها أختها في الله ولها حق عليها.
ويضيف المهندس علي أنه ليس على كل شخصٍ أن يتزوج أكثر من مرة، فنسبة التعدد لا تتعدى 2%، فالزواج مسئولية يتحملها وعليه أن يحسن الاختيار ويمهد للزوجة الأولى والأولاد، ويحقق العدل فلا يهضم حقوق الزوجة الأولى، وإذا كانت نيته إرضاء الله فسيوفقه الله عز وجل، فأنا مثلاً عندما تزوجت للمرة الثانية كانت علاقتي طيبة جدًّا بزوجتي الأولى ولدينا عشرة أولاد، ومهدت لهم بالفهم وفقه التعدد وأقنعتُ أولادي وأشعرتهم بدورهم تجاه والدتهم، وكنتُ قد تقدمتُ من قبل لثلاث من النساء مات عنهن أزواجهن، اثنتان منهن رفضتا الزواج مرةً أخرى والثالثة كانت قد تزوجت ولم يُقدِّر الله لي الارتباط بإحداهن، ولكن يكفي أن يشعرن بأن المجتمع يشاركهن همومهن ويسعى لإسعادهن، فالتعدد رحمة بالنساء، والمستفيد الأول منه المرأة.
ويطالب علي إسماعيل علماء الدين أصحاب الكلمة المسموعة أن يبصروا الناس بكلمة حق في وسائل الإعلام المختلفة.
- د. أحمد المجدوب: يجب أن تشعر الزوجات بالمسئولية الاجتماعية
- الكاتبة هيام دربك: التعدد هو الحل لمشكلة العنوسة في المجتمع
- مؤسس جمعية إحياء سنة التعدد: المرأة هي المستفيد الأول من التعدد
- د. محمد المختار المهدي: طلب المرأة طلاقها أو تطليق أختها مخالفٌ للسنة
بتصرف
موضوع: تكافل وتآزر 
22.11.07 3:50
