تعدد الزوجات.. متى نفقه الرؤية الشرعية؟!!

- د. أحمد المجدوب: يجب أن تشعر الزوجات بالمسئولية الاجتماعية

- الكاتبة هيام دربك: التعدد هو الحل لمشكلة العنوسة في المجتمع

- مؤسس جمعية إحياء سنة التعدد: المرأة هي المستفيد الأول من التعدد

- د. محمد المختار المهدي: طلب المرأة طلاقها أو تطليق أختها مخالفٌ للسنة

تحقيق: وفاء سعداوي

عادت ابنتي التي تعمل مدرسة حزينة جدًّا، وعندما سألتها عن السبب أجابتني بأنَّ زميلتها أصرَّت على أن يُطلقها زوجها وأبو أولادها الثلاثة؛ لأنه تزوَّج بأخرى.. ولم تمر أيامٌ إلا واتصلت بي صديقة تليفونيًّا سائلةً عن صيغةٍ شرعيةٍ يُطلق بها زوجها زوجته الثانية التي تزوجها دون علمها، بحيث تحرم عليه فلا يستطيع الرجوع إليها أبدًا.. فحاولت تهدئتها وإقناعها أن ترجع عن قرارها تارةً بالنصوص الشرعية وتارةً بمخاطبةِ ضميرها ومناقشة الموقف من الناحية الإنسانية إلا أنها أصرَّت أنَّ من حقها ألا يتزوج زوجها غيرها لأنها عاشت معه حياةً بسيطةً وتحملت انشغاله عنها وعن البيت والأولاد، وأحسنت معاملته وأسرته.. فكيف تأتي بعد ذلك كله امرأةٌ أخرى وتشاركها فيه؟!.

مثل هذه القضايا أصبحت اليوم حديث كثيرٍ من السيداتِ في أوساط النخبة على اعتبار أنَّ الزواجَ الثاني للرجلِ إهانة للزوجة الأولى وعدم تقديرٍ لها، ومما تؤكده الأبحاث والدراسات أنَّ كثيرًا من حالات الطلاق في المجتمع المصري باتت تقع لأتفه الأسباب.

" أ. م"- محاسبة- تزوجت رجلاً على خلقٍ ودين، وكانت حياتها معه مُوفَّقة إلى أن علمت زوجته الأولى فأجبرته وأولاده على تطليقها ثلاث مرات لتضمن تحريمها عليه، وتُحمِّل "أ.م" النساءَ اللاتي يمنعن أزواجهن من التعدد، إثم عدم زواج من هُنَّ في مثلِ ظروفها.

"هـ. ع"- عضو هيئة تدريس إحدى الكليات- تتساءل بحزنٍ وأسى بعد تجربةٍ أليمةٍ: ما ذنب الزوجة الثانية؟! وما مصيرها إذا كانت حياتها قد استقرَّت مع هذا الزوج وكانت مُوفَّقة وارتبطت به فأصبح من الصعبِ عليها الارتباط بغيره؟!، إنَّ الزوجةَ الأولى لا تشعر بأنها دمَّرت حياة إنسانة ليس ذنبها أنَّ زوجها وجد معها ما تستقر حياته به، ويحقق سعادته.

أما "م. س" فقد أثبتت الفحوصات الطبية عدم قدرتها على الإنجاب، فخطبت لزوجها صديقةً لها من المسجد، وعندما تزوجها وأنجبت له أول مولود أصرَّت على تطليقِ زوجته الأولى.

وحالات كثيرة أخرى نسمع عنها بين الحين والآخر، زوجات يطلبن الطلاق لزواج أزواجهن من ثانية، وأخريات يشترطن تطليق الزوجة الأولى، وفي ظل أزمة العنوسة وازدياد المطلّقات والخالعات إلى جانب الأرامل كان لا بد أن نصل إلى فهمٍ صحيحٍ في إطارِ هويتنا وشريعتنا الإسلامية، حتى لا نُساهم في تفاقم مشاكلنا الاجتماعية فنضع أيدينا على الأسباب والحلول من خلال هذا التحقيق:

في البداية يتعجب مصطفى محمد- مهندس- من أن تغفر الزوجة لزوجها أن يُخطئ مع أخرى ولا تغفر له أن يتزوجها، ويرى أنَّ هذا أسلوب غريب جدًّا في التفكير، فكيف تقبل الحرام وترفض الحلال ولا تشعر بأنها بهذا تؤذيه في الدنيا والآخرة.

ويشير أحمد سيد- موظف- إلى أنَّ الغيرةَ طبيعة في المرأة منها ما هو فطري ومنها ما هو مكتسب، لكن بقدرِ فهمها لدينها والتزامها به تنضبط لديها بحيث لا تصل إلى حدِّ رفض تشريع ومخالفة السنة النبوية في طلب الطلاق لها أو لضرتها.

بتصرف