.::الملتقى الاسلامي في العراق::.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ثباتكم سيبطل كيد العدو

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو سعيد

{{}} عضـو اساسي {{}}


{{}} عضـو اساسي {{}}
ابو سعيد


المساهمات : 435
تاريخ التسجيل : 05/08/2007

ثباتكم سيبطل كيد العدو Empty
مُساهمةموضوع: ثباتكم سيبطل كيد العدو   ثباتكم سيبطل كيد العدو I_icon_minitime31.08.07 13:54

إن أعداء الإسلام قد حُرِمُوا حُجَّةً يدافعون بها عن باطلهم، ومن أجل ذلك فإن إجابتهم على دعوة الحق؛ هي صَبُّ صنوف البلاء والعذاب على أهل الحق، فهذه هي إجابتهم التي لا يُحْسِنون غيرها، ويعتمدون عليها دائماً إذا أعْيَتْهم الحيل في رد الحق.

وبهذا الجواب أجاب فرعون على موسى: {لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين}، وبه أجاب فرعون على سحرته الذين آمنوا: {لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين}، وبه أجاب قوم إبراهيم على إبراهيم عليه السلام: {حَرِّقُوه وانصروا آلهتكم}، وبه أُجِيب على يوسف عليه السلام: {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجُنُنَّه حتى حين}.

وبه أجاب أميه بن خلف على بلال بن رباح وهو يهتف من قلبه: (أحدٌ، أحدٌ)، فعذبه وضربه بالسياط في حَرِّ مكة، ووضع الحجر على بطنه، وبه أجيب على عمارٍ ومصعبٍ وخبابٍ وابنِ مسعود والصديقِ أبي بكرٍ... بل ورسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

وبه أجيب على أحمد بن حنبل حينما رد على فرية خلق القرآن، فأجيب بالضرب وبالسياط وبالسجن والتعذيب، وبه أُجيبَ على ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله.

وبه أجاب أهل الفسق والكفر والردة على الدعاة إلى الله والعاملين لنصرة دينه في زماننا هذا.

فهذا هو جواب أعداء الإسلام، وهذا هو منتهى كيدهم، وآخرُ سهم في جعبتهم، وهذا الذي يحسنونه للدفاع عن باطلهم والذود عن علْمانيتهم.

فإذا ما أجابوكم بذلك، وثَبَتُّم على الحق، وصبرتم على البلاء؛ فإن ذلك يهدم جميع خططهم، ويرد كيدهم في نحورهم، ويُفْشِلُ - بالكلية - تدبيرَهم ومكرَهم، إن ثباتكم وصبركم واعتصامكم بالله عز وجل - في حد ذاته - يُعَدُّ انتصاراً للإسلام وهزيمةً لأعدائه.

فكيف يا ترى يكون حالُ الأعداء إذا شعروا أن سهمهم قد طاش، وسعيهم قد خاب، وأن تدبيرهم قد ذهب أدراج الرياح، وأن مكرهم أضحى إلى زوال؟! كيف يكون حال هؤلاء الأعداء؟ إذا علموا أن هذه الإبتلاءات تزيدنا قوةً إلى قوةٍ، ونقاءً إلى نقاءٍ، وصلابةً إلى صلابة، وأنهم كلما اشتدوا في إيذاء أهل الحق والتنكيل بهم، خرجت أجيالٌ أقوى وأصلب وأحكم وأعقل، وتَرَبَّتْ تلك الأجيال على الأخذ بالعزائم، وترك الترخُّص والإقلال من المباحات، أجيال تُطَلِّقُ الدنيا طلقةً بائنةً لا رجعة فيها.

وفي هذا المعنى كلام جميل لأخ كريم - وقد أعجبني هذا الكلام جداً - حيث يقول: (تُرى ماذا يكون حال أعدائنا إذا علموا أن كيدهم لا يُضْعِفُ القلبَ بل يقويه، ولا يَكْسِرُ العَزَمات بل يشد منها، ولا يَحُطُّ الهِمَمَ بل يرفعها ويعليها؟!

ماذا يكون حالهم إذا علموا أننا نكون أقرب إلى الله عندما يشتد البلاء، وأنه كلما اشتد البلاء واحتشدت جموع الأعداء، كان القلب عندها ساجداً عند ربه، عازماً على الاستمرار بلا ضعف ولا وهن، سائلاً مولاه أن يخلصه من كل ما يكرهه وأن يتولاه ويحفظه؟!

وأي غيظ يغتاظونه عندما يعلمون أنهم صاروا مطية نركبها لنقطع عليهم شوطاً لابد منه، إنه شوط التنقية والتصفية؟!

وماذا ينفعهم غيظهم هذا؟! {قل موتوا بغيظكم}، فإنه {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً}) أهـ.

إن ثباتكم على الحق، وصبركم على الابتلاء كفيل بهزيمة أعداء الإسلام - ليس من الناحية الفكرية والنظرية فحسب - بل إن هذا الثبات والصبر سيهزمهم، كياناً وبنياناً ودولة ونظاماً أيضاً.

إن صبر وثبات الثلة المؤمنة الصادقة من أهل الحق؛ كفيل أن يهدم الدولة العلمانية من القواعد فيخر عليهم السقف، وذلك بعد هزيمة فكرها ونظرياتها ومبادئها.

ألا ترى أن ثبات أبي بكر الصديق وصبره يوم الردة كان هو السببَ الرئيسي في درء فتنة الردة؟ التي كادت أن تأتي على الأخضر واليابس في جزيرة العرب، وقد عمت الردةُ كلَّ الجزيرة العربية باستثناء ثلاث مدن فقط - هي مكة والمدينة وجواثا بالبحرين - ولذا تسمعون كثيراً قول القائل: (ردةٌ ولا أبا بكر لها).

بل إن هذا الثبات العجيب الذي تحلى به الصديق رضي الله عنه في تلك الظروف العصيبة هو الذي زلزل عروش المرتدين وهزمهم، رغم ما كان لهم من إمكانيات مادية وبشرية هائلة وما كان معهم من جيوشٍ جرارة، حتى إن أبا هريرة - وهو مَنْ هو - كان يقول - وهو يعي ما يقول جيداً -: (والله الذي لا إله إلا هو لولا أن أبا بكر استُخْلِفَ ما عُبِدَ الله)، قال ذلك لأصحابه، وكرره ثلاثاً، فقالوا له: (مه يا أبا هريرة!).

ألا ترون أن ثبات وصبر الإمام أحمد بن حنبل على السجن والتعذيب وضرب السياط أمام فتنة خلق القرآن التي اجتاحت بلاد المسلمين وقتها، وكادت أن تغير عقيدة السلف الصالح؛ كان سبباً في هدم تلك الفرية وزوال شرها وإبطال كيد أصحابها، وهم مَنْ؟ هم مِنْ أصحاب السلطة والنفوذ من الخلفاء والوزراء وأتباعهم وأشياعهم.

وقد كان لثبات ذلك الإمام الجليل بمفرده الأثر العظيم في كتابة حياة جديدة لعقيدة الأمة، بعد أن كادت تُغتال على أيدي حفنة من الضالين المبتدعين، فقد قيل للإمام - حينما قدم على المعتصم لامتحانه في مسألة خلق القرآن - قيل له: (إن أمير المؤمنين قد حلف أن لا يقتلك بالسيف، وأن يضربك ضرباً بعد ضرب)، وفي اليوم الثالث اختلى به المعتصم شخصياً، وحدثه أنه شفيقٌ عليه كشفقته على هارون ابنه، ولكن الإمام أحمد أجابه بمثل إجاباته السابقة، ولم يتراجع عن شيء منها على الإطلاق، فلما ضجر المعتصم قال للإمام: (عليك لعنة الله لقد طَمِعْتُ فيك! خذوه)، وأمرهم أن يخلعوا ملابسه دون الإزار، ثم شدوا وثاقه ثم ضربوه بالسياط، وكان عدد الجلادين الذين يضربونه كبيراً جداً، وكانوا يتناوبون الضرب عليه، وكان أحدهم ينخسه بقائم سيفه وهو يقول له: (تريد أن تغلب هؤلاء كلَّهم؟!)، وكانوا يضربونه كل يوم حتى يسقط مغشياً عليه ويكررون ذلك في اليوم التالي، وقد أحدثت سياط الجلادين آثاراً عظيمة على جسد الإمام الذي كان شيخاً كبيراً وقتها، حتى إن الرجل الذي ذهب ليعالجه من جروحه - بعد ذلك - قال: (والله لقد رأيت مِنْ ضربِ ألف سوط، ما رأيت ضرباً أشد من هذا)! حتى إن آثار السياط ظلت باقية على ظهر ذلك الإمام الجليل حتى مات.

ومن أبلغ ما حدث مع الإمام أحمد رحمه الله في هذا الأيام؛ أنه كان يخشى سقوط سراويله، وظهور عورته، أثناء ذلك العذاب، أمام تلك الجموع الغفيرة التي كانت تشهد تعذيبه، وكان يكثر الدعاء أن لا تنكشف عورته، فاستجاب الله له في ذلك.

وهذه القصة - رغم بساطتها - كان لها أبلغ الأثر عليَّ وعلى كثير من الأخوة الذين مروا بتجارب تتشابه في بعض فصولها مع ما حدث مع الإمام أحمد رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن الإسلام خير الجزاء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثباتكم سيبطل كيد العدو
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
.::الملتقى الاسلامي في العراق::. :: 

¤©§][§©¤][ منوعات الملتقى ][¤©§][§©

 :: الدروس والكتب العلمية
-
انتقل الى: