.::الملتقى الاسلامي في العراق::.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 معصيتك تؤثر على الجماعة المسلمة كلها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو سعيد

{{}} عضـو اساسي {{}}


{{}} عضـو اساسي {{}}
ابو سعيد


المساهمات : 435
تاريخ التسجيل : 05/08/2007

معصيتك تؤثر على الجماعة المسلمة كلها Empty
مُساهمةموضوع: معصيتك تؤثر على الجماعة المسلمة كلها   معصيتك تؤثر على الجماعة المسلمة كلها I_icon_minitime31.08.07 13:57

قد يمتد شؤم معصية أخ أو مجموعة من الإخوة؛ لينال الجماعة المسلمة كلها بالسوء، أو يلحق بها الهزيمة والنكبة، أو يكون سبباً في ابتلاءٍ شديد لها.

وخاصة إذا كانت هذه المعصية من الكبائر، أو حدثت من أهل الريادة والقيادة، أو من محل للأسوة والقدوة، أو لم يتم إنكارها إنكاراً شرعياً كاملاً من قبل الجماعة المسلمة، أو لم تصدق التوبة النصوح منها، وصدق الله العظيم حيث يقول في كتابه الكريم: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}.

وإذا تأملنا في غزوة أحد؛ وجدنا أن السبب في هزيمة المسلمين فيها هو شؤم معصية بعض الرماة، لا يمثل عددهم أكثر من 4% من مجموع جيش المسلمين في أحد، فماذا كانت نتيجة تلك المعصية؟ قتل سبعون من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وبقرت بطونهم، وجدعت أنوف بعضهم وآذانهم، وجرح الرسول صلى الله عليه وسلم، وشج وجهه الشريف، وكسرت رباعيته، ورغم ذلك كله، فقد عفا الله عنهم كما أخبر القرآن الكريم: {ولقد عفا عنكم}.

وقد سأل رجل الحسن البصري: كيف عفا الله عنهم، وقد قتل سبعون منهم؟ فقال الحسن: (لولا عفوه عنهم لاستأصلهم).

وكل ذلك من شؤم المعصية وسوء عاقبتها، كما بين القرآن ذلك؛ {أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم}، وقال تعالى: {حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون}.

وهذا المعنى ظاهر أيضاً في غزوة حنين، فقد هزم المسلمون في أول المعركة نتيجة إعجاب قلة قليلة بعددها وعدتها، ونسيانها أن النصر أولاً وآخراً من عند الله، وكان هؤلاء من الطلقاء حديثي العهد بالإسلام، حتى قال قائلهم: (لن نغلب اليوم من قلة)، وكانت النتيجة كما بين القرآن؛ {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين}.

وعليك أخي المسلم أن تفكر ملياً في قوله تعالى: {وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين}.

ومن هنا فإني أقول:

إن على الجماعة المسلمة التي تبغي التمكين في الأرض؛ أن تهتم اهتماماً بالغاً بتغيير المنكرات داخل صفوفها، أكثر من اهتمامها بتغيير المنكرات في المجتمع الذي تعيش فيه، فإنها إن نجحت في الأولى فسوف يتحقق لها النجاح في الثانية بسهولة ويسر، بل إنني أؤكد أنها لن تنجح في الثانية إلا إذا نجحت في الأولى.

وأود - قبل أن أنتهي من الحديث عن المعاصي - أن أنوه إلى حقيقة هامة، ألا وهي؛ أنني لا أقصد بكلامي السابق المعاصي الظاهرة فحسب، بل أقصد الباطنة أيضاً، وقد تكون الأخيرة - كالرياء والعجب والحسد وحب الجاه والكبر - أشد خطراً من المعاصي الظاهرة - لأن الباطنة كالسرطان يسري في الجسم بسرعة كبيرة، ويدمره دون ألم أو وجع أو عرض، فلا يشعر به المريض ولا من حوله إلا بعد فوات الآوان، حيث لا ينفع طب ولا دواء، وهل كانت هزيمة المسلمين في حنين إلا من معصية باطنة؛ هي العجب؟! وفي الغالب يصعب على غير الخبير اكتشاف تلك الأدواء الباطنة، فضلاً عن علاجها ومداواتها.

فلتحذر الجماعة المسلمة من المعاصي كلها، وعلى قادتها أن يطهروا قلوبهم ويسعوا لطهارة قلوب إخوانهم وجنودهم بكل الوسائل التي شرعها الإسلام والمبسوطة في غير هذه الصفحات، وعليهم أن يدركوا أن الوقاية خير من العلاج، وأن درهمَ وقايةٍ خير من قيراط علاجٍ، وأن أهم شفاءٍ ووقايةٍ من كل هذه الأدواء؛ أن يكون أهل القدوة والقيادة والتوجيه في الجماعة من أهل طاعة الله عز وجل، وممن تطهرت قلوبهم وجوارحهم من أدران الشبهات والصغائر فضلاً عن الكبائر - سواء كانت ظاهرةً أو باطنةً - فالناس على دين ملوكهم، وتبعٌ لقادتهم.


والله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معصيتك تؤثر على الجماعة المسلمة كلها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
.::الملتقى الاسلامي في العراق::. :: 

¤©§][§©¤][ منوعات الملتقى ][¤©§][§©

 :: الدروس والكتب العلمية
-
انتقل الى: