.::الملتقى الاسلامي في العراق::.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فلنتمسك بأسباب النصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو سعيد

{{}} عضـو اساسي {{}}


{{}} عضـو اساسي {{}}
ابو سعيد


المساهمات : 435
تاريخ التسجيل : 05/08/2007

فلنتمسك بأسباب النصر Empty
مُساهمةموضوع: فلنتمسك بأسباب النصر   فلنتمسك بأسباب النصر I_icon_minitime31.08.07 14:02

إن نصر الله غال ولا يتنزل على كل أحد من المسلمين، وإنما ينزله الله على طائفة مخصوصة لها صفات خاصة.

وهذه الطائفة قد أعدها الله لنصره وهيأها لأمره، وصنعها على عينه، ورباها سبحانه تربية خاصة بحيث تكون جديرة بالتمكين في الأرض، ولتكون أهلاً لإقامة الدين على ربوعها

وهذه الطائفة المنصورة؛ هي تلك التي عناها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك).

وهذه الطائفة الظاهرة على الحق؛ لم تكن يوماً لتنتصر على أعدائها بكثرتها العددية، بل هم دوماً قليلٌ، وأهل الإيمان في كل زمان لا ينتصرون على عدوهم بعدد ولا عدة، ولكن ينتصرون بهذا الدين الذي أكرمهم الله به، كما قال عبد الله بن رواحه يوم مؤته: (وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به).

بل إنك إذا استعرضت جميع معارك المسلمين مع عدوهم، وجدتهم دائماً أقل بكثير من عددهم عدداً وعدة.

وصدق أبو بكر الصديق الذي كتب إلى عمرو بن العاص قائد جيشه بقوله: (سلام عليك! أما بعد فقد جاء في كتابك تذكر ما جمعت الروم من الجموع، وإن الله لم ينصرنا مع نبيه، بكثرة عدد ولا بكثرة جنود، وقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معنا إلا فَرَسان وإن نحن إلا نتعاقب الإبل، وكنا يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معنا إلا فرس واحد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركبه، ولقد كان يظهرنا ويعيننا على من خالفنا واعلم أن أطوع الناس لله أشدهم بغضاً للمعاصي، فأطع الله ومر أصحابك بطاعته).

إن سنن الله لا تحابي أحداً، فللنصر أسباب وللهزيمة أسباب، فمن وفقه الله لأسباب النصر نصره الله, ومن لم يوفق إليها فلا يلومن إلا نفسه، {ليس بأمانيكم ولا أمانيِّ أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به}.

فإذا أرادت الجماعة المسلمة أن تنتصر على أعدائها؛ فإنها لابد أن تتخذ أسباب النصر كما اتخذها الصحابة رضوان الله عليهم وكذلك من تبعهم بإحسان.

ولو أخذنا نفتش عن أسباب النصر بالتفصيل، فإن هذه الصفحات لن تتسع لذلك، ولكن علينا أن ننظر إجمالاً في تلك الأسباب التي كانت وراء تلك الانتصارات العظيمة التي تحققت على أيدي الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، فقد روي في السيرة أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يثبت لهم عدو فواق ناقة عند اللقاء.

حتى إن هرقل عندما كان في أنطاكية وقدمت الروم منهزمة، قال لهم: (ويلكم! أخبروني عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم: أليسوا بشراً مثلكم؟!)، قالوا: (بلى)، قال: (فأنتم أكثر أم هم؟!)، قالوا: (بل نحن أكثر منهم أضعافاً في كل موطن)، قال: (فما بالكم تنهزمون؟!)، قال شيخ من عظمائهم: (من أجل أنهم يقومون الليل، ويصومون النهار، ويوفون بالعهد، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويتناصفون بينهم، ومن أجل أنَّا نشرب الخمر، ونزني، ونركب الحرام، وننقض العهد، ونغصب ونظلم، ونأمر بالسخط وننهى عما يرضي الله، ونفسد في الأرض)، فقال: (أنت صدقتني).

فقد لخص الشيخ الرومي بحنكته أسباب النصر وأسباب الهزيمة، وبيَّن هذا الرومي أن جيش المسلمين قد أخذ بأسباب النصر كلها، وأن الروم قد أخذوا بأسباب الهزيمة كلها.

فنصر الله من يستحق النصر وخذل من سواه.

وقد بيًّن تلك الأسباب أيضاً أحد جواسيس الروم الذين أرسلهم "القبقلار" لاستطلاع جيش المسلمين، وذلك عند قدومه لفتح بلاد الشام، فقد قال هذا الجاسوس بعد عودته للـ "قبقلار" - واصفاً له جيش المسلمين -: (بالليل رهبان، وبالنهار فرسان، ولو سرق ابن ملكهم قطعوا يده، ولو زني رُجم، لإقامة الحق فيهم)، فقال له "القبقلار": (لئن كنت صدقتني لبطن الأرض خير من لقاء هؤلاء على ظهرها، وَلَوَددت أن حظي من الله؛ أن يخلي بيني وبينهم، فلا ينصرني عليهم ولا ينصرهم علي).

وقد بيَّن أسباب النصر والهزيمة أيضاً؛ أحد أصحاب "طليحة الأسدي" عندما رأى الأخير كثرة انهزام أصحابه في المعركة، فقال: (ويلكم! ما يهزمكم؟!)، قال رجل منهم: (أنا أحدثك ما يهزمنا، إنه ليس من رجلٌ إلا وهو يحب أن يموت صاحبه قبله، وإنا لنلقى قوماً كلهم يحب أن يموت قبل صاحبه).

وأوضحها أيضاً أحد جواسيس الروم الذي أرسلهم بِطْريقُ دمشق، وذلك عند قدوم جيش المسلمين ناحية الأردن، فقد قال الجاسوس للبطريق: (جئتك من عند رجال دقاقٍ، يركبون خيولاً عتاقاً، أما الليل فرهبان، وأما النهار ففرسان، لو حَدَّثْتَ جليسك حديثاً ما فهمه عنك لما علا من أصواتهم بالقرآن والذكر)، فالتفت بطريق دمشق إلى أصحابه، وقال: (أتاكم منهم ما لا طاقة لكم به).

ولعلك تدرك كيف كان جيش المسلمين ينتقل من نصر إلى نصر، وتدرك أيضاً أسباب هذه الانتصارات إذا أخذنا عينة من ذلك الجيش، وتفحصنا حالة كل جندي من جنوده.

فقد ذكر ابن جرير في تاريخه: أنه لما هبط المسلمون المدائن وجمعوا الأقباض، أقبل رجل بِحقٍّ معه فدفعه إلى صاحب الأقباض، فقال الذين معه: (ما رأينا مثل هذا قط، ما يعدله ما عندنا ولا يقاربه)، فقالوا له: (هل أخذت منه شيئاً؟)، فقال: (أما والله لولا الله ما أتيتكم به)، فعرفوا أن للرجل شأناً، فقالوا: (من أنت؟)، فقال: (لا والله لا أخبركم لتحمدوني ولا غيركم ليقرظوني، ولكني أحمد الله وأرضى بثوابه)، فأتبعوه رجلاً حتى انتهى إلى أصحابه، فسأل عنه فإذا هو عامر بن عبد قيس.

وذكر ابن جرير أيضاً: أنه لما قُدِمَ بسيف كسرى على عمر رضي الله عنه، ومنطقته وزبرجه، قال: (إن أقواماً أدوا هذا لذووا أمانة)، فقال عليٌ رضي الله عنه: (إنك عففت فعفَّت الرعية).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فلنتمسك بأسباب النصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
.::الملتقى الاسلامي في العراق::. :: 

¤©§][§©¤][ منوعات الملتقى ][¤©§][§©

 :: الدروس والكتب العلمية
-
انتقل الى: