.::الملتقى الاسلامي في العراق::.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير سورة الكافرون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو سعيد

{{}} عضـو اساسي {{}}


{{}} عضـو اساسي {{}}
ابو سعيد


المساهمات : 435
تاريخ التسجيل : 05/08/2007

تفسير سورة الكافرون Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة الكافرون   تفسير سورة الكافرون I_icon_minitime12.09.07 13:37

بِسمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ

قُلْ يَأَيهَا الْكفِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَ لا أَنتُمْ عَبِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَ لا أَنَا عَابِدٌ مّا عَبَدتمْ (4) وَ لا أَنتُمْ عَبِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكمْ دِينُكُمْ وَ لىَ دِينِ (6)


القراءة


قرأ نافع و ابن كثير و حفص عن عاصم «لي دين» بفتح الياء و الباقون بسكون الياء.


الحجة


إسكان الياء من و لي و فتحها جميعا حسنان سائغان.


الإعراب


«و لا أنتم عابدون ما أعبد» كان الوجه من أعبد و لكنه جاء بما ليطابق ما قبله و ما بعده و قيل إن ما هاهنا بمعنى من و العائد من الصلة إلى الموصول في الجميع محذوف و التقدير ما تعبدونه و ما أعبده و ما عبدتموه.


النزول


نزلت السورة في نفر من قريش منهم الحارث بن قيس السهمي و العاص ابن أبي وائل و الوليد بن المغيرة و الأسود بن عبد يغوث الزهري و الأسود بن المطلب بن أسد و أمية بن خلف قالوا هلم يا محمد فاتبع ديننا نتبع دينك و نشركك في أمرنا كله تعبد آلهتنا سنة و نعبد إلهك سنة فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا كنا قد شركناك فيه و أخذنا بحظنا منه و إن كان الذي بأيدينا خيرا مما في يديك كنت قد شركتنا في أمرنا و أخذت بحظك منه فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) معاذ الله أن أشرك به غيره قالوا فاستلم بعض الهتنا نصدقك و نعبد إلهك فقال حتى أنظر ما يأتي من عند ربي فنزل قل يا أيها الكافرون السورة فعدل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المسجد الحرام و فيه الملأ من قريش فقام على رءوسهم ثم قرأ عليهم حتى فرغ من السورة فأيسوا عند ذلك فآذوه و آذوا أصحابه قال ابن عباس و فيهم نزل قوله قل أ فغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون.


المعنى


خاطب سبحانه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال «قل» يا محمد «يا أيها الكافرون» يريد قوما معينين لأن الألف و اللام للعهد «لا أعبد ما تعبدون» أي لا أعبد آلهتكم التي تعبدونها اليوم و في هذه الحال «و لا أنتم عابدون ما أعبد» أي إلهي الذي أعبده اليوم و في هذه الحال أيضا

«و لا أنا عابد ما عبدتم» فيما بعد اليوم «و لا أنتم عابدون ما أعبد» فيما بعد اليوم من الأوقات المستقبلة عن ابن عباس و مقاتل قال الزجاج: نفى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه السورة عبادة آلهتهم عن نفسه في الحال و فيما يستقبل و نفي عنهم عبادة الله في الحال و فيما يستقبل و هذا في قوم أعلمه الله سبحانه أنهم لا يؤمنون كقوله سبحانه في قصة نوح (عليه السلام) إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن و قيل أيضا في وجه التكرار إن القرآن نزل بلغة العرب و من عادتهم تكرير الكلام للتأكيد و الأفهام فيقول المجيب بلى بلى و يقول الممتنع لا لا عن الفراء قال و مثله قوله تعالى كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون و أنشد:


و كائن و كم عندي لهم من صنيعة أيادي ثنوها علي و أوجبوا

و أنشد:


كم نعمة كانت لكم كم كم كم كم كم و كم

و قال آخر:


نعق الغراب ببين ليلي غدوة كم كم و كم بفراق ليلى ينعق

و قال آخر:


هلا سألت جموع كندة يوم و لو أين أينا

و قال آخر:


أردت لنفسي بعض الأمور فأولى لنفسي أولى لها

و قال و هذا أولى المواضع بالتأكيد لأن الكافرين أبدوا في ذلك و أعادوا فكرر سبحانه ليؤكد أيأسهم و حسم أطماعهم بالتكرير و قيل أيضا في ذلك أن المعنى لا أعبد الأصنام التي تعبدونها و لا أنتم عابدون الله الذي أنا عابده إذا أشركتم به و اتخذتم الأصنام و غيرها تعبدونها من دونه و إنما يعبد الله من أخلص العبادة له «و لا أنا عابد ما عبدتم» أي لا أعبد عبادتكم فيكون ما مصدرية «و لا أنتم عابدون ما أعبد» أي و ما تعبدون عبادتي على نحو ما ذكرناه فأراد في الأول المعبود و في الثاني العبادة فإن قيل أما اختلاف المعبودين فمعلوم فما معنى اختلاف العبادة (قلنا) إنه يعبد الله على وجه الإخلاص و هم يشركون به في عبادته فاختلفت العبادتان و لأنه كان يتقرب إلى عبادته إلى معبوده بالأفعال المشروعة الواقعة على وجه العبادة و هم لا يفعلون

ذلك و إنما يتقربون إليه بأفعال يعتقدونها قربة جهلا من غير شرع «لكم دينكم و لي دين» ذكر فيه وجوه (أحدها) أن معناه لكم جزاء دينكم و لي جزاء ديني فحذف المضاف و أقام المضاف إليه مقامه (و ثانيها) أن المعنى لكم كفركم بالله و لي دين التوحيد و الإخلاص و هذا و إن كان ظاهره إباحة فإنه وعيد و تهديد و مبالغة في النهي و الزجر كقوله اعملوا ما شئتم (و ثالثها) أن الدين الجزاء و معناه لكم جزاؤكم و لي جزائي قال الشاعر:


إذا ما لقونا لقيناهم و دناهم مثل ما يقرضونا

و قد تضمنت السورة معجزة لنبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) من جهة الإخبار بما يكون في الأوقات المستقبلة مما لا سبيل إلى علمه إلا بوحي من قبل الله سبحانه العالم بالغيوب فكان ما أخبر به كما أخبر و فيها دلالة على ذم المداهنة في الدين و وجوب مخالفة الكفار و المبطلين و البراءة منهم و روى داود بن الحصين عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال إذا قرأت «قل يا أيها الكافرون» فقل أيها الكافرون و إذا قلت «لا أعبد ما تعبدون» فقل أعبد الله وحده و إذا قلت «لكم دينكم و لي دين» فقل ربي الله و ديني الإسلام.


مجمع البيان فى تفسير القران
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة الكافرون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
.::الملتقى الاسلامي في العراق::. :: 

¤©§][§©¤][ الأقسام الإسلامية ][¤©§][§©

 :: منتدى القرآن الكريم وعلومه
-
انتقل الى: