- في كيفية الحج والعمرة -عند الشروع في الحجة أو العمرة هناك جملة من الآداب ينبغي التأدب بها ، وهي :1- يجب على من يقصد بحجه أو عمرته وجه الله تعالى والتقرب إليه .قال تعالى ]قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ[والحذر كل الحذر في أن يقصد الحاج أو المعتمر حطام الدنيا أو المفاخرة أو حيازة الألقاب أو الرياء والسمعة ، فإن ذلك سبب في بطلان العمل وعدم قبوله .قال تعالى ]فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [- وفي الحديث القدسي الذي أخرجه الإمام مسلم :أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه .
وصدق ربنا حيث قال ]وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ[وقال تعالى ]وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ[2- التفقه في أحكام العمرة والحج وأحكام السفر من قصر وجمع وأحكام التيمم والمسح على الخفين وغير ذلك مما يحتاجه في طريقه إلى أداء المناسك .- أخرج البخاري بسنده عن النبيrأنه قال :من يرد الله به خيراً يفقه في الدين .
3- التوبة من جميع الذنوب والمعاصي ، وحقيقة التوبة الإقلاع عن جميع الذنوب وتركها ، والندم على فعل ما مضى منها ، والعزيمة على عدم العودة إليها ، وإن كان عنده للناس مظالم ردها وتحللهم منها ، وذلك لما رواه الشيخان من حديث أبي هريرة أن النبيrقال :من كانت عنده مظلمة لأخيه من مال أو عرض فليأته فليستحلها منه قبل أن يؤخذ وليس عنده درهم أو دينار ، فإن كانت له حسنات أخذ من حسناته فأعطيها هذا وإلا أخذ من سيئات هذا فألقي عليه 4- اصطفاء المال الحلال للحج أو العمرة ، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، ولأن المال الحرام يسبب عدم قبول العمل وإجابة الدعوة .- فقد أخرج الطبراني بسنده أن النبيrقال :إذا خرج الحاج حاجاً بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز فنادى : لبيك اللهم لبيك ، ناداه منادِ من السماء لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور .وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى : لبيك ، ناداه منادِ من السماء لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك مأزور غير مبرور (ضعيف). الغرز: ركاب من جلد.5- ويستحب كتابة الوصية وما له وما عليه ، لحديث ابن عمر وهو في الصحيحين أن النبيrقال :ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين وله شيء يريد أن يوصي به إلا وصيته مكتوبة عند رأسه .
6- ويستحب له أن يكون له في هذه الرحلة رفيق صالح يذكره إذا نسى ويصبره إذا جزع ويعينه إذا عجز وكونه من الأجانب أولى من الأقارب عند بعض الصالحين تبعداً عن ساحة القطيعة .7- ويودع الأهل والأقارب ، لقول النبي r:من أراد سفراً فليقل لمن يخلف أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .
8- ويستحب أن يدعو بدعاء الخروج من المنزل ، فيقول :بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله . اللهم إني أعوذ بك أن أضِلَّ أو اُضَلَّ
أو أزِل َّ أو أُزَلَّ أو أظْلِمَ أو أُظلَمَ أو أجَهل أو يجهل عليّ .
9- فإذا ركب الدابة سواء كانت سيارة باخرة طائرة أو غيرها من المركوبات ، قال :سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون .
10- ثم دعاء السفر ، فيقول كما في صحيح مسلم :اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى
اللهم هـــــــــون علينـــــــــا سفرنــــــــــــا هـــــــــــذا واطــــــــو عنـــا بعدهاللهم أنـــــــــت الصاحـــــــــب في السفــــــــــر والخليفــــــــة في الأهـــــل
اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل .
ويستحب لك أيها الحاج أن تكثر من الدعاء أثناء السفر فإنه حريٌ بأن تجاب دعوتك وتعطى مسألتك ، ثم تقول أثناء العودة وتزيد على هذا الدعاء :آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون .
11- الابتعاد عن جميع المعاصي ، فلا يؤذي أحداً بلسانه ولا بيده ولا يتكبر بل يتواضع ويلين الجانب ويخفض الجناح ولا يزاحم الحجاج والمعتمرين زحاماً يؤذيهم ولا يمشي بالنميمة ولا يقع في الغيبة ويترك الخصومة والجدال والمماراة والكذب .قال تعالى ] الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَــــاتٌ فَمَـــنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَــجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ[( البقرة : 197 )فالمعاصي في الحرم ليست كالمعاصي في غيره .قال تعالى ]وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ[( الحج : 25 )12- المحافظة على جميع الواجبات ومن أعظمها الصلاة في أوقاتها مع الجماعة والإكثار من فعل الطاعات كقراءة القرآن والذكر والدعاء والإحسان إلى الناس بالقول والفعل والرفق بهم وإعانتهم عند الحاجة وتتخلق معهم بالخلق الحسن وتعين الضعيف وترفق به وتواسيه بالنفس والمال " فالدرهم بسبعمائة درهم " .- ما يفعله الحاج عند وصوله إلى مكة -(1) ما يفعله المتمتع :إذا وصلت أخي الحاج إلى مكة المكرمة وكنت متمتعاً فإنك تقوم بأداء مناسك العمرة وحينما تصل إلى المسجد الحرام ينبغي أن تبدأ بالدخول فيه مقدماً رجلك اليمنى قائلاً :بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك
أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم .
- ثم تتقدم إلى الحجر الأسود لتبتدئ الطواف فتستلم الحجر بيديك اليمنى وتقبله إذا تيسر ذلك فإن لم يتيسر استلامه وتقبيله فإنك تستقبله وتشير إليه بيدك وكن حذراً من مزاحمة الناس وإيذائهم من أجل تقبيل الحجر الأسود ، فقد أخرج الإمام أحمد بسند فيه رو ٍ لم يسم أن النبيrقال لعمر بن الخطاب :إنك رجل قوي لا تزاحم على الحجر فتؤذي الضعيف إن وجدت خلوة ً فاستلمه
وإلا فاستقبله وهلل وكبر .
- ثم تقول عند استلام الحجر " بسم الله والله أكبر " أخرجه الطبراني عن ابن عمر ( موقوف عليه )[ اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاءً بعهدك واتباعاً لسنة نبيك r ] ما بين المعكوفتين ضعيف أخرج الطبراني والبيهقي .- وكل شوط من أشواط الطواف يبدأ بالحجر الأسود وينتهي عنده ، أما الركن اليماني فإنك تستلمه من غير تقبيل وإن لم تتمكن من استلامه تمضي من غير أن تشير إليه .والدعاء المأثور في الطواف هو فقط ما يقال بين الركن اليماني والحجر الأسود :
" ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " .
وهكذا كلما مررت بالحجر الأسود تكبر ثم تدعو بما تشاء أو تذكر الله تعالى بما تحب أو تقرأ من القرآن ما تريد .- ويشترط لصحة الطواف النية ومحلها القلب فلا يتلفظ بها .والطهارة وستر العورة .وإكمال سبعة أشواط وأن يجعل البيت عن يساره .وأن يطوف من وراء حِجر إسماعيل فإن اخترقه لم يتم شوطه لأن أغلبه من الكعبة .- ويستحب في طواف العمرة وطواف القدوم أمران :- الأول : الاضطباع ، وهو أن يخرج الرجل كتفه الأيمن من ابتداء الطواف إلى انتهائه .- الثاني : الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى فقط ، والرمل هو المشي مع تقارب الخطى .أخي الحبيب .. ضيف الرحمن :إذا أتممت الطواف سبعة أشواط تقدم إلى مقام إبراهيم ثم صل ركعتين خلفه إذا أمكن فإن لم تستطع ففي أي مكان من الحرم .تقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة " قل يا أيها الكافرون " .
تقرأ في الركعة الثانية بعد الفاتحة " قــــــل هـــــو الله أحــد " .
- ثم تنطلق بعد ذلك ويستحب أن تشرب من ماء زمزم ثم تخرج إلى المسعى وتسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط – وهذا سعي العمرة – تبدأ الشوط الأول من الصفا وعند خروجك إليه من باب الصفا تتلو قول الله تعالى :]إِنَّ الصَّفـــــَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَــنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ[( البقرة : 158 )حتى إذا وصل إلى الصفا رقيه حتى يرى الكعبة إن أمكن فيستقبلها ويرفع يديه ويحمد الله ويدعو ما شاء أن يدعو ، وكان من دعاء النبيr:لا إله إلا الله ولحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده .
ثم يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة .ثم تنزل من الصفا قاصداً المروة ماشياً في المسعى ذاكراً داعياً ، فإذا بلغت العلم الأخضر تركض ركضاً شديداً – إلا النساء – فإذا وصلت المروة تصعد عليه وتصنع مثل ما صنعت على الصفا وتقول ما قلته هنالك فإذا أتممت سبعة أشواط تذهب فتقصر من جميع شعر الرأس ولا تحلق رأسك إلا إذا كان هنالك مدة بين العمرة والحج يمكن أن ينبت فيها الشعر ، وقد أمر النبي r أصحابه في حجة الوداع أن يقصروا للعمرة ولم يأمرهم بالحلق لأن قدومهم كان صبيحة الرابع من ذي الحجة . أما المرأة فإنها تقصر من شعرها قدر أنملة . وبهذا تكون أعمال العمرة قد انتهت وتحل من إحرامك إحلالاً كاملاً ويحل لك كل ما كان ممنوعاً بسبب الإحرام .- أركان العمرة :الإحرام – الطواف - السعي .- واجباتها :الإحرام من الميقات المعتبر لها – الحلق أو التقصير .(2) ما يفعله القارن والمفرد .أخي الحبيب .. ضيف الرحمن .وإن كنت عند وصولك إلى مكة قارناً أو مفرداً فإنه يستحب لك أن تطوف للقدوم سبعة أشواط تصلي بعدها ركعتي الطواف ، ثم إن شئت أن تقدم سعي القران إن كنت قارناً ، أو سعي الحج إن كنت مفرداً فتسعى بعد طواف القدوم جاز لك ذلك ، ولك تأخيره فتسعى بعد طواف الإفاضة ثم تبقى بعد طواف القدوم في إحرامك من الميقات إلى يوم العيد .