.::الملتقى الاسلامي في العراق::.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 غفلة الراوي ،وأثرها على حديثه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو البراء

{{}} عضـو اساسي {{}}


{{}} عضـو اساسي {{}}
ابو البراء


المساهمات : 363
تاريخ التسجيل : 31/07/2007
العمر : 37
الموقع : الملتقى الإسلامي

غفلة الراوي ،وأثرها على حديثه Empty
مُساهمةموضوع: غفلة الراوي ،وأثرها على حديثه   غفلة الراوي ،وأثرها على حديثه I_icon_minitime05.10.07 15:20

غفلة الراوي وأثرها على حديثه :
تعريف الغفلة لغة: يقال: غَفَلَ الرجل عن الشيء يغفُلُ غُفُولاً فهو غافل ،إذا تركه ساهياً ،وأغفله إذا تركه على ذُكْرٍ منه ،وغَفَلْتُ الشيءَ تغفيلاً إذا كتمتُه وسترتُه(2) .ورجل ( مُغفَّل ) على لفظ اسم المفعول من التغفيل ؛وهو الذي لا فطْنة له ،وبه سُمّي والدُ عبد الله بن المُغفَّل(3) من الصحابة(4) .وتغفَّلته عن كذا ،تخدَّعته عنه على غفلة منه، وفلان غُفْلٌ لم تَسِمْه التجارب(5) .
واصطلاحاً: غيبة الشيء عن بال الإنسان ،وعدم تذكُّره له،وقد استعمل فيمن تركه إهمالاً وإعراضاً(6) .أوهي :سهو يعتري عن قلة التحفُّظ والتيقُّظ(7) .وعرفها الشيخ ملا علي القاري بأنها :الذهول عن الحفظ والإيقان .ولا بد من تقييد الغفلة بالكثرة ؛لأن الظاهر أن


ــــــــــــــــــــــــ

(1)- جمهرة اللغة( أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد،تح:رمزي بعلبكي،دار العلم للملايين بيروت،ط1/1987)،(2/958) ،ومعجم مقاييس اللغة(4/187) مادة:غفل .
(2)- عبدالله بن المغفل بن عبد غنم،ويقال:ابن عبد نهم،يكنى أبا سعيد،وقيل:أبو عبد الرحمن،كان من أصحاب الشجرة،سكن المدينة ثم تحول عنها إلى البصرة،روى عنه جماعة من التابعين بالكوفة والبصرة،أروى الناس عنه الحسن،توفي بالبصرة سنة ستين .
انظر ترجمته في:الاستيعاب في معرفة الأصحاب(يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبد البر،تح:علي محمد البجاوي،دار الجيل بيروت،ط1/1412)،(3/996) .والإصابة في تمييز الصحابة(ابن حجر العسقلاني،تح:علي محمد البجاوي،دار الجيل بيروت،ط1/1412)،(4/242) .
(3)- المغرب في ترتيب المعرب(أبو الفتح ناصر الدين بن علي بن المطرز،تح:محمود فاخوري،وعبد الحميد مختار،مكتبة أسامة بن زيد حلب،ط1/1979)،(2/106) .وانظر:لسان العرب(11/497) .
(4)- أساس البلاغة للزمخشري(
(5)-المصباح المنير(2/449) .
(6)- بصائر ذوي التمييز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجرد الغفلة ليس سبباً للطعن- في الراوي- لقلة من يعافيه الله منها(1).ويدل على هذا قول ابن حجر فيما بعد :أو كثرت غفلته(2) .أما أسباب السهو والغفلة فهي :
ـ الاشتغال عن هذا الشأن بغيره ،ككثير من أهل الزهد والعبادة.
ـ الخلو عن معرفة هذا الشأن.
ـ التحديث من الحفظ ،فليس كل أحد يضبط ذلك.
ـ أن يُدخَل في حديثه ما ليس منه ،ويزوَّر عليه.
ـ أن يركن إلى الطلبة ،فيحدث بما يظن أنه من حديثه.
ـ الإرسال، وربما كان الراوي له غير مرضي.
ـ التحديث من كتاب ؛لإمكان اختلافه.
ثم قال ابن تيمية(1) رحمه الله: فلهذه الأسباب وغيرها اشترط أن يكون الراوي حافظاً ضابطاً، معه من الشرائط ما يُؤمَن معه كذبُه من حيث لا يشعر........ ،وربما كان مغفَّلاً واقترن بحديثه ما يصححه ،كقرائن تبين أنه حفظ ما حدث به ،وأنه لم يخلط فى الجميع(2).
وهناك تقارب بين الغفلة ،والغلط ؛إذ الغفلة في السماع وتحمل الحديث،والغلط في إسماع الحديث وأدائه(3) .
ـــــــــــــــــ
(1)- شرح شرح النخبة(ص:432) .
(2)- نزهة النظر(ص:89) .
(3)- أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني،ثم الدمشقي الحنبلي،أبو العباس،شيخ الإسلام،نادرة العصر،ولد سنة(661هـ) .سمع وقرأ وصنف ودرس وأفتى وفاق الأقران،ولعل تواليفه وفتاويه تبلغ (300)مجلدة، وانفرد بمسائل فنيل من عرضه لأجلها،وهو بشر له ذنوب وخطأ،ومع هذا فوالله ما مقلت عيني مثله ولا رأى هو مثل نفسه،توفي معتقلاً بقلعة دمشق سنة(728هـ) رحمه الله .
انظر ترجمته في:معجم المحدثين(شمس الدين الذهبي،تح:د.محمد الحبيب الهيلة،مكتبة الصديق الطائف،ط1/1408هـ)،(1/25ـ26) .الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة،ابن حجر العسقلاني،تح:محمد سيد جاد الحق،مطبعة أم القرى القاهرة)،(1/154ـ170) حيث ترجم له الحافظ ترجمة طويلة حافلة .
(4)- مجموع الفتاوى(أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني،تح:أنور الجزار وعامر الباز،دار الوفاء،ط3/2005)،(18/46) .
(5)- مقدمة في أصول الحديث للدهلوي(ص:77) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
قلت:فلذلك اشترط في الراوي أن يكون يقظًا فطناً عند التّحمّل ،غير مغفّل ،وغير مشغول البال بأمر آخر وقت السّماع في مجلس الشّيخ ،حتى لا يفوت شيئاً ،أو يتحمل غلطاً .
ولا بد من ضابط للغفلة التي يرد بها حديث الراوي ،ولا يكتب عنه ،وقد ذكر هذا الضابطَ الخطيبُ البغداديُّ في باب :رد حديث أهل الغفلة ،نقلاً عن أحد أئمة هذا الفن،وهو عبدالله بن الزبير الحميدي(1) قال:فما الغفلة التي يرد بها حديث الرضا الذي لا يعرف يكذب؟ قلت :هو أن يكون في كتابه غلط ،فيُقال له في ذلك ،فيَترك ما في كتابه ،ويُحدث بما قالوا أو يُغيِّرُه في كتابه بقولهم ،لا يعقل فرق ما بين ذلك ،أو يصحف ذلك تصحيفاً فاحشاً يقلب المعنى لا يعقل ذلك ،فيُكَفُّ عنه(2) .
ثم ساق مثالاً على ذلك عن أبي علي صالح بن محمد(3) قال: محمد بن خالد بن عبد الله الطحان(4) صدوق ،غير أنه مغفَّل .سئل يحيى بن معين عنه ،فقال:...............


ـــــــــــــــــــ
(1)- عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي الأسدي الحميدي المكي ،أبو بكر ،ثقة حافظ فقيه ،أجل أصحاب بن عيينة ،من العاشرة ،مات بمكة سنة تسع عشرة ،وقيل بعدها .قال الحاكم :كان البخاري إذا وجد الحديث عند الحميدي لا يعدوه إلى غيره .خ م د ت س فق. تقريب التهذيب(ص:303) .
(2)- الكفاية في علم الرواية(1/148) .
(3)- جَزَرَة،الحافظ العلامة الثبت شيخ ما وراء النهر أبو علي صالح بن محمد الأسدي،مولاهم البغدادي،نزيل بخارى،ولد سنة خمس ومائتين ببغداد،سمع من كبار المحدثين كأحمد ويحيى،وسمع منه خلق كثير. قال الدارقطني:كان ثقة حافظاً عارفاً، مات في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين .
انظر:تذكرة الحفاظ(2/641ـ642) .
(4)- محمد بن خالد بن عبدالله الطحان عن أبيه،وعنه ابن ماجه وأبو يعلى،كذبه ابن معين،وضعفه أبو زرعة وغيره،وأما أبو حاتم الرازي فقال:هو على يدي عدل،وأنكر عليه أحمد ويحيى روايته عن أبيه عن الأعمش،ثم له مناكير غير ذلك .عاش تسعين سنة . انظر:المغني في الضعفاء(محمد بن أحمد الذهبي،تح:د.نور الدين عتر،والكاشف(الذهبي،تح:محمد عوامة،دار القبلة للثقافة جدة،ط1/1992)،(2/167) .قلت:وقع في كتاب أصول الجرح والتعديل لأستاذنا الدكتور نور الدين:عن أبي صالح بن محمد قال:خالد بن محمد الطحان هكذا،فلعله خطأ مطبعي ،والصحيح ما أثبَتُّه في الأعلى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
صدوق .قال أبو علي:كان أبوه خالد كتب أحاديث يسمَعُها فلم يسمَعْها ،فجعل ابنه هذا-محمد- يحدث بتلك الأحاديث ،حتى قيل له :إن هذه أحاديث لم يسمعها أبوك(1) .
قلت :في هذا المثال ،بلغت الغفلة بهذا الراوي حداً حجبته به عن التمييز بين النسخة المسموعة وغير المسموعة ،ومن كان هذا حاله ،وأمثاله ،فلا يعتد بحديثهم إذ الغفلة الكثيرة ،ورداءة الحفظ-المؤدي إلى فحش الغلط- سببان في رد الحديث .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غفلة الراوي ،وأثرها على حديثه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
.::الملتقى الاسلامي في العراق::. :: 

¤©§][§©¤][ الأقسام الإسلامية ][¤©§][§©

 :: منتدى الحديث وعلومه
-
انتقل الى: