((الفشل))
لفظة لا وجود لها في قاموس حياتي لأني لا أعترف بها واستبدلها بجملـــة ((لم اوفق ))لاتستعجلوا وتحكموا على من يقول هذا بأنه محظوظ وان حياته مليئة بالمسرات ..وانه حــــاز كل ما يتمنـــــاه!
لاتقيُموا شخصا ما على انه انسان
((فاشل)) أو ((ناجح))
لأنها مقاييس لا وجود لها عند من يحقق الإيمان بأحد أركانه وهو الإيمان بالقدر خيره وشره..
((الفشـــل))
مظهر خارجي للعمل ويدركه الجميع بما يظهر لهم من نتاج السعي فإن كانت النتيجة هي ماتعارف عليها الجميع إنها رديئه فهو في عرفهم
((فشــــل))وما تعارفوا انه جيــــــد وحسن فهو إذن ((النجـــــاح))
ولكـــن ..أيــــن ما وراء الظواهــــر؟؟
اين علم الغيب مما يحدث من واقع السعي؟؟
فقد يكون من نحكم عليه بأنه ناجـــح ..
هو في حقيقه الأمر ابعد ما يكون عن النجاح.ومن نرثي لهم الفشل قد يكون في قمة النجاح وهو او نحن لاندرك هذا ..
عندما كنت اقرأ في سيرة الصحابي ((زيد بن حارث))
حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
تعلمت كيف لا اصدر حكمي على الأمور بظواهرها أو اجعلها مقياسا لتحديد النجاح أو الفشل في حياتي ..
وسأضرب لكم مثلا من عصرنا الحاضر :
يتقدم طالبان لامتحان القبول لمعهد العلوم المصرفية !
ينجح الأول في امتحان القبول ويعود لأهله يبشرهم بهذا النجاح ..
بينما لم يتحقق للثاني درجة القبول ..
فيرجع لأهله ليقلى اللوم والتقريع على تقصيره في الاستعداد للامتحان بمزيد من الدراسة والمذاكرة
..رغم انه بذل قصارى جهده..!
ولأنه في نظر من حوله ونظره هو أيضا ((فاشل))
فقد أصيب بالإحباط وانزوى في بيته يجرع كؤوس الندم ..
الأول يصبح رئيس بنك ربوي عظيم ذو شان ..بمرتب كبير مكنه من اختيار زوجه جميله من اسرة عصريه وعاش حياة مرفهة ..
وإما الثاني فما وجد أمامه سوى أن يتعلم مهنه بسيطة عند احد الصناع فاكتسب منه خبره ومهارة أهلته ليفتح ورشة حقق منها دخلا مناسباً ليبني أسرة ناجحة..وعاش حياته برضا وقناعه
..ومع مرور السنوات أصبح مالكا لأكبر الشركات التجارية والمقاولات الإنشائية..
في رأيكـــــم ..
من هو "الفاشل" ومن هو "الناجح"
هل هو الأول الذي جنى مالا ربوياً وسيحاسب عن مدخلها ومخرجها؟؟
أم الثاني الذي رزق حلالاً طيبا من كده وعرقه وصرفها في إسعاد أهل بيتــــه ؟!
لو كنت مكان الأول ..لتمنيت لو لم انجح في امتحان القبول..
ولو كنت مكان الثاني ((الفاشل)) لحمدت ربي على عدم توفيقي في الامتحان ((فشلي))
إن ما يحدث لنا إنما هو ابتلاءات من الله أو استدراج لمن اختار طريق الغواية ودروب الشيطان..
قد يحدث انك تسير على طرق شائك حافي القدمين وبدون انتباه تدخل شوكه في باطن قدمك..
قل الحـــــــمــــــدلــــلــــه
فما اصابك من ألم فيه خير لك فقد كفر الله عن خطاياك وأثابك على الم الشوكة..
افلا تقول الحمدللـــــــه ؟
تتقدم لخطبة إحدى النساء اللواتي تحلم بالزواج منها فتعترض امورك عوائق ..قل الحمدلـــلــــه ..
فزوجتك الصالحة تنتظرك لتلد لك أبناء أصحاء ربما ما كانت الأولى ستلد لك مثلهم !..
أفلا تقول الحمـــدلـــــلـــه ..
لا تقل ..فشلت..بل قل لم يوفقني الله في هذا الأمر ولعل توفيقي في أمر آخر
والحمد لله على كل حال..
لا تقل ..أنا فاشـــــل..بل قل ..أنا متوكـــــــل..وخذ بالأسباب وقل الحمد لله على ماقدر لي مسبب الأسباب ..
لا تقل ..أنا لا امــــــلك شيئا..بل قل ..الله ربي ادخر لي من الخير ما لا اعلمه..والحمد لله يرزق من يشاء بغير حساب .
لا تقل..أنا لاشيء..بل قل..أنت شيء ..كما أنا شيء والآخر شيء..
فاطلب ربك أن يدخلك رحمتــــــه التي وسعت كل شيء ..وأنت شيء ..وأنت في نــــــــظري كل شـــــــيء..
لطفــــــاً ..
يــــــا عاقد الحاجبيـــــن..
ابتسم من فضــــــلك ..ولا تحزن
وعاود الكرة.. واستخر ربـــــــك في كل خطوة تخطوها..وارض بما قسمه الله لــــك من نتيجة أمرك ..
ولا تقل بعد اليوم "أنا فاشــــــل" بل قل :
"أنا نـــــــــــــــــــــــــــاجح " بإيماني..
"أنا نــــــــــــــــــــــــــاجح " بطموحي لإرضاء ربــــــــي..
"أنا نــــــــــــــــــــــــــاجح " لحبــــــــي لنبيي..
"أنا نــــــــــــــــــــــــــاجح " لأنـــــــي مســــــــلم وهذا يكفيني ..